تؤكد تقارير العلماء على أن بيوت النحل هي أكمل وأجمل وأدق وأرق وأنسب بناء يقيمه كائن حي لنفسه في كزل أنحاء الدنيا وأن الإنسان مهما أوتي من علم الهندسة لوشاء أن يقيم للنحل بيتا أو يعد له تصميما لما استطاع أن يصمم أو يؤسس أفضل مما يقيم النحل لنفسه من بيوت .
فالنحل من أقدر المخلوقات على بناء بيت يبنيه مما يصنع من شمع مصدره مصدر كل ما يقدمه النحل هو رحيق الزهر .
ومجتمع النحل عدده كبير ،إذ قد يزيد سكان الخلية عن 80000نحلة يتعاون أفراده في بناء البيت الذي يسعهم جميعا أو هي بيوت صغيرة داخل الخلية قد يبلغ عددها عشرات الألوف .كل بيت صغير له أركان ستة وأضلاع ستة .
فالشغالات تبني البيت مسدس الشكل وفي أوسط هذه البيوت البيت الذي تقيم فيه الملكة ،كما يعيش من حولها من يقوم على خدمتها من الأعوان والأتباع ولقد اختار النحل أن تتوسطهم الملكة حتى تكون في القلب مشمولة بالرعاية والحراسة والأمان .
وتمتلك النحلة الشغالة تحت معدتها جيوبا أربعة صغيرة كل جيب له فتحة تفرز الشمع، ويتم ذلك في يوم التأسيس .وهو يوم يرفع النحل فيه درجة حرارة الخلية ،إلى أقصى حد فيبدو جوف الخلية وكأن فيه نارا موقدة إلى أن تظهر طبقات الشمع بيضاء شفافة،تبدأ النحلة بوضع حجر الأساس بإحدى طبقات الشمع المنزلية من بطنها،ثم تواصل جموع النحل عملية البناء الذي تتجلى فيه روعة الفن وجمال الذوق وإبداع الهندسة ،وذلك كله حسب خطة مرسومة إذ يقيم عيون اليرقات مثلا في مكانها الطبيعي فلا تكون عالية أو منخفضة ،قريبة أو بعيدة عن باب الخلية وإنما في المكان المناسب تماما النحل يبني ويراعي قوانين التهوية والمتانة وخصائص الشمع وطبيعة الطعام الذي سيقوم بتخزينه ،ويتميز مخازن الشتاء على أن تكون قريبة من مناطق الحرارة المنبعثة من النحل ،كما يختار مواقع كهوف التفريغ كما يتم إنشاء الممرات والطرق التي تشمل كل الاتجاهات ،فتحول دون الزحام وتكفل التهوية لجميع بيوت الخلية ،ويلاحظ أن سقوف البيوت مختلفة ،فإذا كان النحل يعده كمخازن فإن السقف يكون كثيفا ،وإذا كان يعده مكانا لليرقات يكون خفيفا. وإذا حدث العكس يكون خمارا لأن الكثيف يقتل اليرقات ،والخفيف لن يتسع للتخزين .