حل الوباء وانتشر في كل بقاع العالم، ورأت البشرية أنه بات من الضروري إعادة النظر في الكثير من تصرفاتها التي كانت مدفوعة بنزعة جنونية للاستهلاك بكل أشكاله. قرر المجتمع الإنساني اللجوء إلى الحجر الصحي، وتجنب التنقل بين المدن والبلدان، وحتى داخل المدينة الواحدة إلا للضرورة، وأصبحت هذه التحركات خاضعة لمراقبة السلطات التي دعت إلى تبرير أي تواجد للإنسان في الفضاء العام الذي آمنا أنه عمومي،
حل الوباء وانتشر في كل بقاع العالم، ورأت البشرية أنه بات من الضروري إعادة النظر في الكثير من تصرفاتها التي كانت مدفوعة بنزعة جنونية للاستهلاك بكل أشكاله. قرر المجتمع الإنساني اللجوء إلى الحجر الصحي، وتجنب التنقل بين المدن والبلدان، وحتى داخل المدينة الواحدة إلا للضرورة، وأصبحت هذه التحركات خاضعة لمراقبة السلطات التي دعت إلى تبرير أي تواجد للإنسان في الفضاء العام الذي آمنا أنه عمومي، وهكذا اختفت الطائرات من المجال الجوي،
وهجرت السيارات شوارع معظم المدن، وتوقفت الآلات بالمصانع، وتراجع النشاط الاقتصادي على مستويات قياسية له، ورغم ما خلفه هذا الحظر من أضرار على الاقتصاد العالمي، فقد تراجعت كذلك مستويات التلوث في العالم إلى مستويات قياسية. فانتشرت أخبار عن التئام ثقب الأوزون فوق القطب الجنوبي، وإن كانت تقارير قد قللت من أثر كبير لهذا الوضع. وتحسنت جودة الهواء في 337 مدينة حول العالم بأكثر من 12% نتيجة لبقاء الإنسان بمنزله، إذ يُعتقد ان سائل النقل مسؤولة عن 23 % من انبعاث ثاني أوكسيد الكاربون.
فتنفست الأرض أخيرا هواء نقيا. في فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي عن الآثار الإيجابية للحظر الصحي في العالم، ظهر فيه الغزال يتجول بشوارع لندن، والطيور المهاجرة تعود لتحتل شاطئ أغوا دولسي في البيرو، وشاهد سكان باريس البط يتحرك بشوارع مدينتهم، وفي البندقية، شاهد السكان الأسماك الصغيرة تحت المياه النقية وظهر البجع، وفي نيودلهي تجولت القردة في الشوارع الخالية من البشر. قد يقول قائل إن هذه الفيديوهات مفبركة، وإن كان الأمر كذلك فدافعه هو الأمل في أن يكون الحجر الصحي وهجوم فيروس كورونا درسا للبشر لكي يتبنى سلوكيات تحافظ على البيئة، والاستفادة من هذا الدرس بالتعود على جعل مدننا نظيفة، وخفض اللجوء إلى وسائل النقل، والبحث عن بدائل طاقية نظيفة. لقد أصبح من الواجب العمل بشعار “فكر عالميا واعمل محليا”. ووطنيا، ما فتئت الجمعيات العاملة في مجال البيئة تصدر التوصية تلو الأخرى، في وقت خطت فيه بلدنا خطوات مهمة في هذا المجال، ولكن لا يزال امامنا طريق طويل، ورحلة ألف ميل تبدأ بخطوة. :
قال تعالى: “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ”
كل المخلوقات ساجدة فلنحافظ على سجودنا معها فالمؤمن الحق كالنحلة وكالخامة من الزرع وكالنخلة وكالطير في توكله وكالبدر وكالنجم في الهداية فتبارك الله أحسن الخالقين.