ولد الشيخ ماء العينين في بلاد شنقيط سنة 1831 ميلادية، ونشأ في بيت علم وتقوى وتصوف، ينهل من علم والده الشيخ محمد فاضل وغيره من المشايخ، فحفظ القرآن الكريم برواية ورش وهو ابن عشر سنين، ثم أعاد حفظه بالروايات السبع، وحفظ المتون الفقهية كمختصر خليل، وجد في تعلم معظم العلوم الدينية وصنوف الأدب.

بنى مدينة السمارة سنة 1898 ميلادية فأصبحت حاضرة الإشعاع العلمي والثقافي في الصحراء، وكان يلجأ إليه فيها الخائفون، ويرد إليه الجائعون، ويقبل عليه المريدون حيث بلغ مريدوه أزيد من 10000 مريد.

ومع بداية القرن العشرين أصبحت الأطماع الفرنسية في احتلال بلاد شنقيط ظاهرة، فعمل الشيخ على تأطير القبائل واستنفارها من السمارة، وقاد حملة واجه من خلالها الاستعمار.

توفي الشيخ ماء العينين سنة 1910 في مدينة تيزنيت ودفن بها، مخلفا ثروة هائلة من المؤلفات، ووَرِثَ دعوته الجهادية والصوفية أبناؤه أحمد الهيبة ومربيه ربه.