يعتبر الشاي مكونا أساسيا من مكونات الثقافة الصحراوية، فلا يعقد مجلس، ولا يحلو حديث أو سمر إلا بحضرته.
ولجلسة الشاي طقوس خاصة حافظ عليها الصحراويون منذ القديم، وعبروا عنها “بجيمات أتاي الثلاثة” وهي:
– جيم “الجماعة”: إشارة منهم أنه لا ينبغي احتساء كؤوس الشاي إلا مع وجود جماعة من الناس.
– جيم “الجر”: وهو كناية عن استحباب طول المدة التي يستغرقها تحضير الشاي، مما يتيح للجماعة مناقشة أمورها بروية وتأن.
– جيم “الجمر”: إشارة إلى أنه من الأفضل إعداد الشاي على الفحم الملتهب.
وتسند مهمة إعداد الشاي لشخص مختص يطلق عليه “القيام”، ويتم اختياره وفق مواصفات معينة من بينها: بلاغة الحديث وإتقان الشعر، ودماثة الخلق، وحسن الصورة وطيب الأصل.
ومن طقوس الصحراويين أثناء جلسة الشاي الرمي بالأكواب (الفارغة) في اتجاه” القيام” إقرارا منهم بجودة الشاي الذي أعده.
وأحسن أنواع الشاي عند الصحراويين، ما يتم إعداده عصرا ويطلقون عليه “أدحميس”، وإذا أعجبهم الشاي يقولون: “هذا اتاي يكلع ادواخ” أي مزيل لآلام الرأس.
ويعتبر الشاي أهم ما ينبغي تقديمه للضيوف في الصحراء، فهو سمة من سمات الكرم الصحراوي، وعلامة من علامات الحفاوة وحسن الاستقبال.